الأربعاء, 5 أكتوبر, 2022
قطر تفوز باستضافة مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات في 2026
فازت دولة قطر باستضافة المؤتمر للمندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات في عام 2026 وذلك بإجماع الدول الأعضاء في الاتحاد بعد التصويت الذي جرى أمس ضمن أعمال مؤتمر المندوبين المفوضين المنعقد في بوخارست.
وكانت قطر قد تقدمت بطلب رسمي لاستضافة المؤتمر خلال مشاركتها في مؤتمر المندوبين المفوضين ممثلة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنظيم الاتصالات.
ويترأس وفد دولة قطر في المؤتمر سعادة السيد محمد بن علي المناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويضم الوفد مسؤولين في الوزارة وفي هيئة تنظيم الاتصالات.
ويعتبر مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات الهيئة العليا لوضع السياسات في الاتحاد الدولي، ويجتمع مرة واحدة كل أربع سنوات لاعتماد الخطط الاستراتيجية والمالية للسنوات الأربع، وانتخاب فريق الإدارة العليا للمنظمة، والدول الأعضاء في المجلس، وأعضاء لجنة لوائح الراديو.
وفي كلمة له خلال جلسة التصويت، قال سعادة السيد محمد بن علي المناعي إن مؤتمر المندوبين المفوضين هو أعلى هيئة لصنع القرار في الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث يمكن للدول الأعضاء تحديد خارطة طريق الاتحاد للسنوات الأربع القادمة في جميع جوانب الاتصال والشمول والجوانب الرقمية.
وأشار إلى أنه على مدى السنوات الماضية، شيدت قطر بنية تحتية متطورة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تتوافق مع المعايير الدولية، مما جعلها واحدة من الجهات العالمية الرائدة في المجال الرقمي. وأكد أن تدابير قطر المميزة في تعزيز مستقبل أفضل للبشرية ذائعة الصيت، وأن جهود قطر الدولية كانت دائمًا من أجل الخير. فمن خلال صندوق قطر للتنمية، تحرص دولة قطر على إيصال مساعداتها لقارات العالم السبع. نذكر منها – على سبيل المثال لا الحصر– التبرع بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي عام 2022 لمنظمة الصحة العالمية لدعمها في إيجاد معدات لفحص فيروس كوفيد-19 وعلاجه وتطوير لقاح له، بالإضافة إلى مساهمتها بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي للتحالف العالمي للقاحات (غافي).
ومن الأمثلة الأخرى أيضًا على السعي الدؤوب لدولة قطر في خدمة البشرية جمعاء إجلاء اللاجئين الأفغان للاستقرار بأمان في البلدان المضيفة، وتعليم أكثر من 20 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، ودعم النساء؛ وكانت آخر الجهود المبذولة في هذا السياق مبادرة "النساء في مناطق النزاع" التي أطلقها صندوق قطر للتنمية في سبتمبر الماضي.
هذا وقد حرصت دولة القطر دومًا على مدّ يد العون للدول النامية – تحديدًا – لتمكنيها من العيش الكريم. وفي هذا الإطار، قدمت دولة قطر مساعدات حكومية تبلغ 9.7 مليون دولار لجمهورية جنوب السودان خلال الفترة ما بين 2010 و2020، من ضمنها شحنة من المساعدات الطبية العاجلة لدعم جهودهم في مواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19). وأخيرًا وليس آخرًا، لا تتوانى دولة قطر في مساعدة المتضررين حول العالم من الكوارث الطبيعة. فمؤخرًا، بناءً على توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أُطلق جسر جوي للمتضررين من فيضانات جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة، إذْ أُرسلت طائرة مساعدات إغاثية عاجلة محملة بـ23 طن من الأدوية والمواد الطبية وغيرها من الموارد الضرورية.
وقال سعادته إن قرار القيادة الحكيمة بإجراء استثمارات مبكرة في مجال الطاقة النظيفة وتكنولوجيا الغاز الطبيعي جعل قطر من بين الدول الرائدة في صناعة الغاز العالمية، كما ستكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 واحدة من أكثر البطولات استدامة في التاريخ، وتأكيدًا حقيقيًا لأجندة الاتحاد الدولي للاتصالات لدعم السياسات الخضراء. وأضاف بأن البطولة لن يكون تأثيرها إيجابيًا على البيئة فحسب، بل ستلهم أيضًا ملايين الشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذين يشاهدون البطولة في بلد عربي لأول مرة في التاريخ.
وأكد سعادته أن دولة قطر لديها سجل حافل بالنجاح في تنظيم واستضافة الأحداث الكبرى، بما في ذلك المؤتمرات العالمية والإقليمية و"ستفتح استثماراتنا في قطاعات الرياضة الرقمية والتلعيب والتكنولوجيا المالية آفاقًا جديدة لرواد الأعمال وستجذب الاستثمار الدولي للشركات الناشئة على مستوى العالم. كما أن قطر في طريقها لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى بعد كأس العالم، بما في ذلك الألعاب الآسيوية عام 2030؛ وهو مؤشر على أن رحلتنا مستمرة وأن جهودنا في مجال السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سوف تزدهر".
وتابع سعادته بالقول "نحن على ثقة بأن قطر يمكن أن تستضيف مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات وجميع وفود الدول الأعضاء بنجاح كبير، وسيكون من دواعي الشرف والسرور أن نستضيفكم في الدوحة لمدة ثلاثة أسابيع ونشارككم ثقافتنا وتراثنا وكرم ضيافتنا ومعالمنا الاستثنائية".
وأكد الالتزام بالعمل مع الدول الأعضاء ومجلس الاتحاد الدولي للاتصالات المنتخب حديثًا على مدى السنوات الأربع القادمة لجعل الاتحاد أقوى والعالم مكاناً أفضل لـ2.7 مليار شخص لا يزالون غير متصلين مع اقتراب عام 2030، وهو الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة.
من جهته قال سابين سارماز، رئيس مجلس إدارة مؤتمر المندوبين المفوضين: "أتوجه بالتهنئة إلى دولة قطر على فوزها باستضافة مؤتمر المندوبين المفوضين الـ 22 للاتحاد الدولي للاتصالات. أنا على ثقة أن هذا الفوز سيساهم في ربط المجتمعات غير المتصلة بعد بما يدعم أحد أبرز أهداف الاتحاد. يمكن لدولة قطر التعويل على دعمنا الكامل في تنظيم المؤتمر المقبل وأتطلع لمشاركة تجربتي مع رئيس مجلس الإدارة الجديد لما فيها من مصلحة المؤتمر كما استفدت بدوري من خبرات رئيس مجلس الإدارة السابق."
وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهيئة تنظيم الاتصالات قد استعرضتا خلال مشاركاتهما في جلسات المؤتمر الذي يختتم أعماله يوم 14 أكتوبر الجاري خطط واستراتيجيات دولة قطر في مجال التحوّل الرقمي واعتمادها على التكنولوجيا الحديثة في مختلف قطاعات الدولة، فضلاً عن تسليط الضوء على التقنيات الرقمية الجديدة المستخدمة في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
الجدير بالذكر أن مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد أطلق عليه هذا الاسم نظرًا للسلطات الكاملة في وضع المعاهدات الدولية التي منحت لرؤساء الوفود الحكومية المشاركة وهو أكبر اجتماع عالمي دولي لواضعي السياسات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويعقد هذا المؤتمر لتحديد التوجه الاستراتيجي للاتحاد ووضع السياسات والتوصيات التي تتطرق إلى الاحتياجات المتطورة لأعضاء الاتحاد الدولي للاتصالات.