الثلاثاء, 3 سبتمبر, 2024
أكاديمية قطر الرقمية: استثمار وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في بناء الكوادر الرقمية القطرية لمستقبل رقمي واعد
- تعتبر أكاديمية قطر الرقمية امتداداً لبرنامج تدريب حكومة قطر الرقمية وتم إطلاقها بهدف تعزيز الكفاءات المهنية للقطاع الحكومي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
- تجاوزت الأكاديمية عدد المتدربين المخطط له سنوياً واقتربت من تحقيق هدف الدورات التدريبية خلال النصف الأول من العام فقط.
- قدم برنامج تدريب حكومة قطر الرقمية أكثر من 15000 مقعد تدريبي، بمجمل 1506 شهادة دولية خلال مرحلته الأولى.
- تأسست أكاديمية قطر الرقمية استجابة للطلب المتزايد على التدريب في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
- توسَّع نطاق المستفيدين في المرحلة الثانية إلى 86 جهة حكومية مقارنة ب 67 جهة في المرحلة الأولى.
- تم تدريب 633 من المواهب القطرية منذ بداية المرحلة الثانية لتأسيس الأكاديمية.
الانطلاقة الأولى: برنامج تدريب حكومة قطر الرقمية
سعى برنامج تدريب حكومة قطر الرقمية إلى بناء قدرات وطنية متميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من خلال توفير تدريب عالمي المستوى لجميع القوى العاملة في هذا المجال في مختلف القطاعات الحكومية. يهدف البرنامج إلى ضمان نجاح التحول الرقمي في قطر عبر إعداد كوادر مؤهلة قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، وتنفيذ الخطط الاستراتيجية للحكومة الرقمية. ولتحقيق ذلك وضع البرنامج أهدافاً واضحة تتلخص باستقطاب وتدريب 1000 موظف سنوياً، وحصول 250 منهم على شهادات دولية وإنجاز برنامجين تدريبيين متخصصين سنوياً.
وقد شكّل البرنامج حجر الزاوية في تأهيل الكوادر الوطنية في مجال تكنولوجيا المعلومات، حيث تم تصميمه لتلبية احتياجات المؤسسات الحكومية وسد الفجوات المعرفية لدى الموظفين عبر دورات تدريبية وبرامج منهجية. حقق البرنامج نتائج بارزة في انطلاقته الأولى، بتقديم 1053 دورة تدريبية وبرنامجاً متخصصاً حيث تم توفير 15000 مقعد تدريبي، حصل 1506 منهم على شهادات دولية معتمدة.
تنمية المواهب الوطنية في مجال تكنولوجيا المعلومات
قام برنامج تدريب حكومة قطر الرقمية، كجزء من جهوده المستمرة لتنمية المواهب الوطنية، بتوسيع أنشطته في تقديم دورات تدريبية عملية صُممت خصيصاً لتلبي احتياجات الكوادر الحكومية. على سبيل المثال، تم تنفيذ برامج حصرية بالشراكة مع جامعة HEC Paris في قطر مثل برنامج "تدريب موظفي التكنولوجيا الموهوبين"، الذي يركز على تطوير المواهب الناشئة والموظفين الجدد في مجال تكنولوجيا المعلومات في الجهات الحكومية، من خلال تزويدهم بالمعارف الأساسية والمهارات اللازمة لتنفيذ مسؤولياتهم ودعم حكومة قطر الرقمية، وقد تخرج من البرنامج 82 موظفاً من 15 جهة حكومية على 3 دفعات.
كما تم إطلاق "برنامج تطوير المهارات القيادية للمدراء التنفيذيين في مجال تكنولوجيا المعلومات"، والذي امتد لثمانية أشهر، حيث ركز البرنامج على تعزيز المهارات القيادية والاستراتيجية للمشاركين في قيادة التحول الرقمي بمؤسساتهم في 6 مجالات تعليمية متخصصة تجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي، وقد خرَّج البرنامج في نسختيه 41 مديراً تنفيذياً من 13 جهة حكومية.
الشراكات الاستراتيجية
يمتاز برنامج تدريب حكومة قطر الرقمية بشبكة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين، تضم نخبة من المؤسسات المحلية والعالمية مثل مايكروسوفت وأوراكل وساب، بالإضافة إلى مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة قطر وجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال. تساهم هذه الشراكات في خلق بيئة تعليمية متكاملة تتيح للبرنامج تقديم برامج تدريبية متخصصة ومتطورة تلبي احتياجات السوق، كما تعمل هذه الشراكات على بناء كوادر قطرية مؤهلة ومنافسة في سوق العمل.
وتأتي الشراكة الثلاثية بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومايكروسوفت و Elev8 كأبرز هذه الشراكات، حيث تم إطلاق مركز التميز الرقمي ضمن برنامج بناء القدرات الرقمية لتعزيز هذه الشراكة الطويلة والوثيقة بين الجهات الثلاث، وذلك ضمن جهود الوزارة المستمرة لتنمية مهارات المواهب الوطنية وتعزيزها من أجل اقتصاد متنوع وسريع النُّمو. وقد لعب المركز دوراً مهماً ورئيسياً في بناء قاعدة المواهب التي ساعدت على تسريع التحول الرقمي، حيث تم تدريب أكثر من 7000 موظف منذ تدشين المركز في عام 2022، مما ساهم في رفع مستوى كفاءة العاملين في مُختلف المؤسَّسات الحكوميَّة والخاصَّة. هذا وقد شكَّل المركز لاحقاً بنية تحتية مهمة لتوسيع نطاق البرنامج وتحويله إلى أكاديمية قطر الرقمية.
عام استثنائي: تحديات غير مسبوقة وإنجازات ملهمة
أثبتت جائحة كورونا أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتطوير الكوادر المؤهلة هو استثمار في مستقبل أكثر مرونة واستدامة، ففي الوقت الذي عانت فيه العديد من الدول من توقف أو تباطؤ أعمالها الحكومية نتيجة للإغلاقات والحجر الصحي، تمكنت دولة قطر من مواصلة العمل بكفاءة عالية عن بُعد، بفضل جاهزية البنية التحتية التكنولوجية، وتوافر مقومات العمل والتدريب عن بُعد، ووجود كوادر مؤهلة قادرة على التعامل مع مختلف التحديات في كافة وزارات ومؤسسات الدولة.
كما لعب برنامج تدريب حكومة قطر الرقمية دوراً حيوياً في تمكين الموظفين الحكوميين من العمل عن بعد بفعالية، حيث قام البرنامج بتقييم الاحتياجات التدريبية الجديدة التي فرضها الواقع المُستجد، ومراجعة المتطلبات والسياسات التقنية اللازمة لضمان استمرارية العمل. وقد شهدت برامج التدريب المتخصصة التي يقدمها البرنامج إقبالاً متزايداً من المؤسسات الراغبة في تطوير مهارات موظفيها لتلبية احتياجاتها الرقمية، مما ساهم في زيادة أعداد المتدربين وشهادات الاعتماد الممنوحة لهم بالتعاون مع شركاء البرنامج.
أكاديمية قطر الرقمية: امتداد مستقبلي لإنجازات السنوات السابقة
انطلقت "أكاديمية قطر الرقمية" لتكون امتداداً ناجحاً لبرنامج تدريب حكومة قطر الرقمية ومركز التميز الرقمي، اللذان حققا إنجازات بارزة في مجال التدريب الرقمي للقوى العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من ضمنها الوصول إلى 86 جهة حكومية في المرحلة الثانية مقارنة ب 67 جهة في المرحلة الأولى. انطلاقاً من هذا الإنجاز، طوّرت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البرنامج من خلال تحويله إلى أكاديمية، وذلك لتلبية الاحتياجات التدريبية المتزايدة والمتنوعة في مختلف القطاعات الحكومية، ولضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية للأجندة الرقمية 2030، التي تُعتبر الإطار الوطني الشامل لتحقيق التطور التكنولوجي وتبني أحدث التقنيات.
لقد حققت الأكاديمية إنجازاً فاق كل التوقعات، حيث كان من أهدافها عقد 150 دورة تدريبية وتدريب 1000 موظف سنوياً. وقد نفذت 125 دورة تدريبية ودرّبت أكثر من 1297 موظفاً، 633 منهم قطريين، خلال الربعين الأول والثاني فقط من العام الحالي، مما يعني أنها تجاوزت عدد المتدربين المخطط له، واقتربت من تحقيق العدد المستهدف للدورات التدريبية خلال النصف الأول من العام.
هذا وقد أعلنت الأكاديمية عن 77 دورة إضافية للربعين الثالث والرابع، تتناول مجموعة واسعة من المجالات التقنية، بما في ذلك الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وإدارة المشاريع. وتأتي دورات الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصاً للمدراء والموظفين الإداريين في صدارة هذه الدورات، حيث تهدف إلى تمكينهم من قيادة التحول الرقمي في مؤسساتهم وتعزيز كفاءتها. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الأكاديمية لتحقيق أهدافها المتمثلة في تمكين الطاقات وصقل المهارات في سوق العمل الرقمي المتنامي.
وفي هذا السياق، ذكرت سعادة السيدة ريم محمد المنصوري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: "إن استراتيجية التدريب الجديدة في أكاديمية قطر الرقمية تهدف إلى تحقيق خطوات عملية لدعم تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 – 2030، من خلال إبرام شراكات جديدة وتأمين تدريبات متنوعة للعاملين في القطاع الحكومي". وأضافت: "إن الاستراتيجية الجديدة ستركز على تطوير المهارات الرقمية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، وغيرها من المجالات التي ستساهم في تحقيق أهداف الأجندة الرقمية ورؤية قطر الوطنية 2030، مما يمكن قطر من الاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة لتطوير اقتصاد رقمي متقدم، مبتكر، ورائد، ويدفع بقطر نحو مستقبل مشرق ومزدهر."
وأكدت خلال حديثها بأن هذه الانطلاقة تعكس التزام وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بتطوير المواهب القطرية وموظفي القطاع الحكومي بشكل عام، وتهيئتهم ليكونوا في طليعة التحول الرقمي الوطني، بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. ومن خلال التركيز على تطوير المهارات والكفاءات الرقمية للقوى العاملة في القطاع الحكومي، تساهم الأكاديمية بشكل مباشر في تحقيق الركيزة السادسة للأجندة الرقمية 2030 التي تتمثل في "مجتمع رقمي متقدم يقود المستقبل"، والنتيجة الثالثة لاستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة المُتمثلة في "قوى عاملة جاهزة للمستقبل".
جدير بالذكر أنّ الأجندة الرقمية 2030 تحدد بوضوح المسار والأهداف لتوفير ما يقرب من 26 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030، ورفع نسبة الكادر المهني في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى 10%، من خلال تطوير المهارات والكفاءات البشرية، وضمان رفع نسبة العاملين ذوي المهارات العالية. وبالتالي، فإنّ أكاديمية قطر الرقمية تسعى بشكل واضح إلى تحقيق أهداف الأجندة الرقمية وتعزيز الاقتصاد الرقمي المستدام، من خلال تطوير ورفع عدد المواهب المحلية، فقد بلغ عدد المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات في قطر حوالي 21 ألف متخصص في السنوات العشر الماضية، ومن المتوقع أن تساهم الاستراتيجية الجديدة للأكاديمية في زيادة هذا العدد وتطوير مهاراتهم.